في الولايات المتحدة الآن 80 فريقا نسائيا لكرة القدم تشارك في دوري عام 2007 للفرق النسائية، وفي السنوات المقبلة ستشارك هذه الفرق في الدوري العام باعتبارها فرقا رياضية لا فرقا نسائية، وتنافس الرجال على البطولة والكأس، وربما تشارك في المونديال أيضا.
وكرة القدم أحدث “حق” حصلت عليه المرأة المسكينة من الرجل الذي سلبها كل حقوقها، فقد كافحت المرأة حتى حصلت على “حقها” في العمل في الإطفائية، وفي بعض المدن الأمريكية فرق إطفائية تتألف بأكملها من النساء، وكافحت حتى حصلت على “حقها” في العمل في الجيش، وتشير التقارير إن أكثر المحققين فظاظة في السجون العسكرية الأمريكية في الخارج هن من النساء.
وفي المجال الرياضي ناضلت طويلا حتى حصلت على حقها باحتراف المصارعة والملاكمة وغيرهما من الألعاب الخشنة التي كانت وقفا على الرجال، وها هي تقتحم الآن عالم كرة القدم، تجري وراء الكرة في الملعب، وتشوط، وتتصرف بخشونة مع لاعبات الفريق المنافس كما يفعل الرجال وأكثر. وتشير الإحصائيات إلى أن معدل إصابات الملعب بين الفرق النسائية أعلى بكثير من مثيلاتها في الفرق الرجالية.
وفي الوقت الذي تقتصر فيه إصابات اللاعبين من الرجال على كسر أو رضوض في الرجْل أو اليد، فإن الإصابات بين لاعبات الفرق النسائية يمكن أن تشمل أي عضو في الجسم، من الرأس إلى القدم، وأكثر الإصابات خطورة حدثت عام ،2005 عندما رفست إحدى اللاعبات زميلتها على ظهرها، مما أدى إلى إصابتها بكسر في العمود الفقري والشلل.
والمباريات النسائية تحظى بشعبية لدى الجمهور، ويتابعها الملايين على شاشات التلفزيون وفي الملعب، ويتوقع اتحاد كرة القدم الأمريكي أن يصل عدد مشاهدي مباريات دوري هذا العام إلى 140 مليون مشاهد.
وكرة القدم الأمريكية أكثر خشونة من كرة القدم في باقي أرجاء العالم، إذ إن اللعب يكون باليدين والرجلين لا بالرجل فقط، والصراع على الكرة أكثر عنفا، حيث يلاحقها اللاعبون أو يلاحقون من يحملها، وكثيرا ما يتجمع العديد من اللاعبين فوق لاعب ويطرحونه أرضا في محاولة لانتزاع الكرة منه، وخلال ذلك قد يرفسونه، ويدوسون عليه. وقد كان جورج ويل يقول إن لعبة كرة القدم الأمريكية أشبه بالحرب النووية، ليس فيها منتصر أو مهزوم، وهنالك ناجون فقط، بينما يقول آخر إن لاعب كرة القدم الأمريكي يلعب وكأنه ينتقم من أشخاص جلدوه بعنف بالسوط أمام الناس.
ومحاولات المرأة اختراق عالم كرة القدم الذي يسيطر عليه الرجال قديمة، ورغم ان برنارد شو يقول: إن المرأة لا تميل إلى كرة القدم لأنها لا تحب ان تظهر على المعلب في زي ترتديه 11 امرأة غيرهاز
الآن التاريخ يقول ان الفرنسيات حاولن لعب الكرة قبل سبعة قرون، وأول مباراة موثقة بين فريقين نسائيين في بريطانيا جرت عام ،1895 وفي عام 1921 كانت المباريات بين الفرق النسائية البريطانية والسكوتلندية تجتذب ما يزيد على 53 ألف مشاهد.
وفي إحدى هذه المباريات سجلت السيدات السكوتلنديات 22 هدفا نظيفا ضد الفريق البريطاني المنافس، مما دفع لجنة كرة القدم البريطانية إلى منع النساء من ممارسة هذه اللعبة، بحجة أن لعبهن غير ممتع، وإن كان البعض يقول إن الدافع وراء هذا القرار هو غيرة فرق الرجال من فرق النساء، لأن جمهور فرق النساء فاق جمهور فرق الرجال بكثير